التعافي من الكسور ليس مجرد شفاء بسيط، بل هو رحلة تتطلب الصبر والعزيمة والالتزام بالتوجيهات الطبية. تساهم هذه المرحلة في إعادة بناء العظام واستعادة النشاط الحيوي بشكل تدريجي. خلال هذه الرحلة، يلعب العلاج الطبيعي دورًا مهمًا في تسريع عملية الالتئام، حيث يساعد في تقليل الألم، تعزيز نمو الأنسجة، وتقوية العضلات المتضررة. في هذا النص، سنتناول مراحل التعافي وأهم الإرشادات التي تُمكن المريض من العودة إلى حياته بنشاط وثقة

إحجز موعدك الآن

التعافي بعد الكسور هو عملية تتطلب الصبر والعناية الدقيقة لضمان عودة الجسم إلى وضعه الطبيعي بعد التعرض للإصابة. يمر الجسم بعدة مراحل للتعافي، بدءًا من مرحلة الحماية وتثبيت الكسر، مرورًا بمرحلة إعادة بناء الأنسجة، وصولاً إلى استعادة الحركة والعودة إلى الأنشطة اليومية بشكل تدريجي. هنا، يأتي دور العلاج الطبيعي كعامل أساسي في دعم عملية الشفاء، حيث يساعد في تخفيف الألم، تعزيز التئام الأنسجة، وتقوية العضلات المتضررة. من خلال برامج علاجية متخصصة، يسهم العلاج الطبيعي في تسريع التعافي ويمنع حدوث مضاعفات أو إصابات جديدة، مما يمكن المريض من العودة لحياته بنشاط وثقة

مرحلة الحماية والالتئام الأولي (من أسبوع إلى عدة أسابيع)

تعد مرحلة الحماية والالتئام الأولي هي الأساس في عملية التعافي بعد الكسر، حيث يركز الجسم في هذه الفترة على بدء عملية التئام العظم المكسور وتجنب حدوث أي مضاعفات. تستغرق هذه المرحلة عادةً من أسبوع إلى عدة أسابيع، حسب نوع الكسر وحالة المريض الصحية. تشمل هذه المرحلة عدة محاور هامة لضمان شفاء مستقر وصحي، وفيما يلي شرح مفصل لها

تثبيت العظم المكسور باستخدام الجبيرة أو الجبس، أو أحيانًا بإجراء جراحي وتثبيت بمسامير وصفائح

إحجز موعدك الآن

 التثبيت بالجبيرة أو الجبس: في معظم حالات الكسور، يتم استخدام الجبيرة أو الجبس لتثبيت العظم المكسور ومنع حركته. يعمل الجبس كداعم خارجي يحمي العظم ويضمن بقاءه في وضعية صحيحة تساعد على الالتئام.

  التثبيت الجراحي: في حالات الكسور الشديدة أو الكسور التي لا يمكن تثبيتها بشكل كافٍ باستخدام الجبس أو الجبيرة، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لتثبيت الكسر. تشمل هذه العملية استخدام مسامير أو صفائح معدنية توضع على العظم المكسور لضمان استقراره. يتم اللجوء لهذا الخيار غالبًا عند تعرض العظام الطويلة أو المعقدة للكسور، مثل كسور عظم الفخذ أو عظم الساعد.

 فوائد التثبيت: يساهم التثبيت في منع حركة العظم المكسور، مما يقلل من الألم ويقلل من احتمالية حدوث مضاعفات أو إصابات أخرى للأنسجة المحيطة. ويساعد أيضًا على توجيه العظام للنمو في اتجاهها الطبيعي.

إحجز موعدك الآن

٣. الراحة التامة وعدم التحميل على العضو المصاب

  الراحة وأهميتها: تتطلب المرحلة الأولية من التعافي توفير راحة تامة للعضو المصاب. يُنصح المريض بعدم تحريك العظم المكسور أو تحميل أي وزن عليه، حيث يمكن أن تؤدي أي حركة زائدة إلى تحريك العظم من مكانه وتؤثر سلبًا على عملية الالتئام.

  استخدام العكازات أو الأجهزة المساعدة: في حالة كسور الأطراف السفلية، قد يُنصح المريض باستخدام العكازات لتجنب الضغط على الطرف المصاب. بالنسبة للذراع أو الكتف المكسور، يمكن استخدام حمالة طبية (sling) لتثبيت الذراع في وضعية ثابتة.

 تجنب الإجهاد: من المهم أن يتجنب المريض الإجهاد الزائد أو محاولة استخدام العضو المصاب بشكل مبكر، حتى لو شعر بالتحسن. الالتزام بالراحة التامة يمكن أن يعزز عملية الشفاء بشكل كبير ويقلل من احتمالية حدوث التهابات أو مضاعفات أخرى

إحجز موعدك الآن

في المجمل، تعتبر مرحلة الحماية والالتئام الأولي هي الأساس الذي يعتمد عليه باقي مراحل التعافي. الالتزام بتوجيهات الطبيب في هذه المرحلة يساعد بشكل كبير في تسريع عملية الشفاء، ويقلل من احتمالية حدوث مضاعفات قد تعيق عودة الشخص لحياته الطبيعية

 دور العلاج الطبيعي في مرحلة الحماية والالتئام الأولي (أول ٦ أسابيع )

يلعب العلاج الطبيعي دورًا حيويًا خلال المرحلة الأولى من التعافي بعد الكسور، حيث يساهم في تعزيز الشفاء وتقليل مضاعفات عدم الحركة 

 بدء العلاج الطبيعي بتمارين بسيطة لتحفيز الدورة الدموية في المناطق المحيطة بالكسر

  أهمية تحفيز الدورة الدموية: بعد حدوث الكسر، قد يتأثر تدفق الدم في المناطق المحيطة. يساعد العلاج الطبيعي في تحفيز الدورة الدموية، مما يساهم في توفير الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لعملية الشفاء

إحجز موعدك الآن

 تمارين خفيفة: يبدأ المعالج الطبيعي بتوجيه المريض لأداء تمارين بسيطة تتناسب مع حالته، مثل

  تحفيز الانتعاش: يتمثل الهدف في تعزيز الشفاء وتقليل الألم والتورم، مما يعزز الانتعاش العام ويقضي على الإحساس بالركود الناتج عن عدم الحركة

إحجز موعدك الآن

 تعليم المريض كيفية حماية الكسر أثناء التحرك وأداء الأنشطة اليومية

  التثقيف والتوجيه: جزء أساسي من العلاج الطبيعي في هذه المرحلة هو تعليم المريض كيفية حماية الكسر أثناء أنشطته اليومية. يُعطى المريض إرشادات حول كيفية التحرك بأمان، بما في ذلك

     استخدام الأدوات المساعدة: مثل العكازات أو المشايات، مما يضمن عدم تحميل الوزن على العضو المصاب

  تقنيات الحركة الصحيحة: يُعلم المريض كيفية التحرك في الأرجاء دون التسبب في أي ضغط على العظم المكسور، مثل كيفية الجلوس والنهوض من الكرسي، أو الانتقال من السرير إلى الأرض

   تقنيات الحماية: يُنصح المريض بطرق لحماية العضو المصاب أثناء الأنشطة اليومية، مثل

   تجنب الحركات المفاجئة: مثل القفز أو الانحناء بسرعة

   الاستعانة بأشخاص آخرين: في حالة الحاجة إلى القيام بأنشطة تتطلب المزيد من الحركة أو المساعدة

إحجز موعدك الآن

يمكن القول إن التعافي من الكسر هو أكثر من مجرد التئام للعظم؛ بل هو عملية متكاملة تضع أساسًا لعودة الجسم إلى حيويته السابقة. الالتزام بتعليمات الطبيب وأداء جلسات العلاج الطبيعي يساعدان في تجنب المضاعفات وتسريع الشفاء. مع المثابرة والعناية، يصبح المريض قادرًا على استعادة حياته بشكل طبيعي، حيث يتخطى الألم ويعود أقوى مما كان عليه